كيفية اختيار محامي؟

كيفية اختيار محامي؟

مع انتشار أكثر من ثماني آلاف مكتب محاماة في الأردن وتركز أكثر من نصفها في العاصمة عمان، فإن العثور على محام أمر في غاية السهولة، ولكن حسن الاختيار أمر صعب ويتطلب التأني في الاختيار، ففي معظم شؤون حياتنا قد يسهل حل مشكلة سوء الاختيار من خلال إعادة المحاولة، إلا أن الأمر مختلف في اختيار محامي فسوء الاختيار يترتب عليه نتائج كارثية تصل لخسارة القضية، والأمر نسبي فسوء اختيار محامي جزائي للدفاع عنك قد يترتب عليه سجنك لا سمح الله ، لذا سنقدم لك نصائح تفحصها جيدا لتكون موفق في اختيار محامي.

كيف أختار محامي جيد لقضيتي سؤال يشغل بال كل صاحب قضية، والمعايير أحيانا مربكة وقد تكون متناقضة.

ما هي الأشياء التي يجب أن تفكّر فيها عند اختيار محامي لقضيتك؟

من المؤكد أنك إذا كنت بحاجة لمحامي فأنك ستبحث عن أفضل محامي أو أقوى محامي لقضيتك فلا بد أن تسأل نفسك كيف أختار محامي جيّد لقضيتي؟
فسواء أكنت في وضع مالي حرج، أو كنت بحاجة للمحاسبة مع شريكك السابق، أو أنّك تعرضت لعمل ضار، أو أنك ارتكبت فعلاً يعتبره القانون جريمة، أو أنك تريد عمل مشروع تجاري أو مالي، أو غيره. البحث عن محامي يعني أنك بحاجة لمساعدة من شخص آخر لحل مشكلة تعنيك، وهذا الخيار أحيانا قد يكون صعباً ويترتب عليه نتائج مهمة.
في هذه المقالة سأستعرض نقاط لا تحتاج لحفظ ستتذكرها بمجرد قراءتها من أول مرة، وهنا سأستعرض عشرة نقاط أساسية لاختيار المحامي، ستجعل اختيارك صحيح ومعقول وغير مكلف:
قبل أية نصيحة قبل أي أمر، دائما وأبدا ان اختيار المحامي الله هو الخيار الأول والآخر، فاذا وجدت من يتقي الله بعده ابحث بالنقاط التالية:

الأمر الأول: شركة المحاماة أفضل:

برغم وجود محامين محترفين لهم مكاتب منفردة يعمل بها لوحده، وغالبا هذا النوع ينحصر في أن يكون هذا المحامي متخصص في نوع محدد من القضايا، ولكن سيكون الأفضل اختيار شركة محاماة تتنوع اختصاصات وخبرات المحامين بها لأن تنوع الخبرات يعني تنوع الحلول وبالتالي قدرة كبيرة على حل أي إشكال قانوني ، وتنوع الخبرات يعني وجهة نظر أدق وأوسع للمسألة القانونية المعروضة ، أضف إلى ذلك أن كثير من الوقائع تتقاطع بها مجموعة تخصصات قانونية للتمكن من حلها. لذا يكون اختيار شركة محاماة أمر محبب والنتيجة به أفضل.

الأمر الثاني: المحاميين المتخصصين في شركة المحاماة أفضل :

مما لا شكل فيه أن المحامي المتخصص سيكون أفضل لقضيتك، وفي الماضي قد تكون سمعت عن محامي يعمل في العديد من القضايا، فيكون من المفيد ان تذهب الى شركة محاماة متخصصة تحوي محامين مؤهلين ومدربين في مجال قضيتك، فهؤلاء أقدر على فهم القضية وأقدر على إيجاد حل لها، وحتماً ستكون نصيحتهم أدقّ لاطلاعهم الدائم وحداثة المعلومات لديهم، وكذلك سيكونون أفضل للمفاوضة مع الغير نيابة عنك، لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.

الأمر الثالث: المحامي الرزين الهادئ:

هل يجب أن يكون المحامي شرس وعدواني مع الطرف الأخر؟ إنّ أكبر خطأ يرتكبه المحامي أن ينزلق في الخصومة ليصبح خصما لخصم موكله فذلك يفقد المحامي توازنه في التعامل مع الطرف الآخر ويؤثر في أدائه، بحيث يصبح خصماً للطّرف الثاني، وهو غالباً ما يؤثر سلباً في القضية، فالمحامي الناجح يجب أن يكون دوماً هادئاً ورزيناً في تعامله مع الجميع. والدبلوماسية في التعامل الخصوم قد تكون أنجع وسيلة لحل النزاعات المعقدة، وبعض المحامين الذين يتمتعون بالهدوء غالباً ما يكونوا سببا بذاتهم لإجبار الخصم على حل القضية، والمعتقد القديم الذي كان سائداً أنّ المحامي يجب أن يكون هجومياً خاطئ تماما، فهذه الهجومية والعدائية والصوت العالي يؤخّر ولا يقدم، لا بل يزيد القضايا تعقيداً ويجعل حلها صعبا؛ لأنه ينقل القضية إلى دائرة العداوة، ويجعل الرضوخ أمر صعباً لا يحتمله الخصم، لا بل إن المحامين السبابين اللّعانين هم أقرب للخسارة وفقدان فرص النجاح.

والشق الآخر هو هل من المريح التعامل مع المحامي و شعرت بأريحية في مقابلته ؟
كثير من الأحيان تذهب لمحامي لأن صديقك في العمل أو زميلك أو قريبك نصحك بالذّهاب إليه، هذا الخيار كمبدأ ممتاز ولكن لا يعني هذا دائماً أنّ هذا هو المحامي المناسب لك ، و الفكرة الأنسب من ذلك أن تقوم بعمل جولة على مجموعة من المحامين حتّى تجد محامي تشعر بالارتياح بالتعامل معه ، و سبب ذلك ببساطة، أن قضيتك قد تستمر لأشهر أو سنوات لذا فمن الضروري أن تجد شخصاً ترتاح له.

الرابع: مصداقية المحامي:

كيف أعرف أنّ هذا المحامي أفضل؟ هناك محامين لا يهمهم المال بقدر المصداقيّة ، و الأفضل اختيار المحامي الصادق، و ذلك يمكن معرفته من خلال التمعن فيما يريده المحامي، هل يريد المال و الأتعاب أم يريد النجاح في القضية، و هل هذا المحامي يقدّم الاستشارة بإخلاص و أمانة أم إنه يظهر الصّورة الإيجابية للقضية دون حديث عن إمكانيات الخسارة ، و مسألة المصداقيّة يمكن كشفها بقليل من الاستفهامات حول ردّ المحامي مثل :
هل سألني المحامي عن تفاصيل قضيتي ؟
هل فهم المحامي تفاصيل قضيتي ؟
هل مباشرة طلب مني المحامي توقيع الوكالة ؟
هل بعدها طلب الأتعاب أم جزءاً منها؟
هل أخبرني عن احتماليات الربح و الخسارة بشكل منطقي ؟
هل حاول المحامي أن يشرح لي عن وضعي في القضية ؟ حرج، معقد، بسيط، سهل
هل أجوبة المحامي منطقية ومقبولة، أم إنه يهول الأمور ويعظمها؟
هل المحامي أخبرك بفترة زمنية معقولة لانتهاء القضية، أم أن الجواب ليس كذلك؟

الخامس: خبرة المحامي:

هل الخبرة عنصر ضروري في المحامي؟ هل يجب ان يكون المحامي ذي خبرة طويلة، وهل الخبرة تقاس بسنوات العمل؟  في الحقيقة إنّ الخبرة مسألة مهمة، وكلمة خبرة لا يقصد بها دوما عدد السنوات التي عمل فيها المحامي، فقد تجد محامي عمل عشرين عاماً، ولكن لم يعمل سوى بعشرين قضية، بينما نجد آخر عمل عشر سنوات وانخرط بآلاف القضايا، فلذلك يقصد فيها كم ونوع القضايا التي اشتغل بها، ولا يقصد كذلك فقط العدد إنّما نوعية القضايا وصعوبتها، هي التي حتماً تعطي خبرة أكثر ودراية أعمق في القضايا.
السادس: تفاصيل الأتعاب
هل يجب مناقشة تفاصيل الأتعاب مع المحامي؟ نعم إنّ الاتفاق قبل توقيع التوكيل أمر مهم وضروري، لكي يعرف كلا الطرفين حقه، فيجب تحديد مقدار الأتعاب وكيفية ومواعيد دفعها وكذلك ما هي التزامات كلا الطرفين، وعلى المحامي أن يبيّن لموكله مقدار الرسوم المطلوبة، ودائماً يجب أن يقرأ المحامي اتفاقية الأتعاب على الموكل ويفهمه كلّ نقطة فيها، ويجب أن تكون الاتفاقية واضحة ولا تحوي شروط تثير اللبس أو الغموض.

السابع: الرد على الاتصالات والتواصل الفعال: 

هل إمكانية التواصل مع المحامي ضرورية؟ كما قلت سابقاً إن القضية أحياناً قد تستمر لأشهر وربما لسنوات ، و كصاحب قضية لا بدّ أن تبقى قلقا على قضيتك ، و تتمنى في كل حين أن تعرف ما هو الجديد ، فلذا حتماً المحامي الذي يحافظ على التواصل الفعّال و الدائم مع موكله سيكون أفضل من الذي لا يتواصل ، و التواصل يقصد به الردّ على الأسئلة والاستفسارات سواء بالزيارة الشخصيّة أو الهاتف أو البريد الإلكتروني أو العادي أو غيره ، فهناك بعض المحامين لا يجيدون مسألة التواصل الفعال مع موكليهم لعدة أسباب، قد يكون مثلا الانشغال الدائم أو كون المحامي مشهور جداً، وقد يكون مثلا يتهرّب لتقصير في عمله تجاه موكله و غيرها من الأسباب ، لذا فعلى المحامي الناجح أن يكون دائم التواصل مع موكليه، وأن يكون شفافاً صادقاً مع موكليه و يخبرهم بكل ما يتعلّق بالقضية أولا بأول .

الثامن: من سيتابع قضيتي ؟ 

هل المحامي هو من سيتابع القضية بنفسه أم أحد معاونيه؟ وهذا سؤال مهم جداً، فأنت إذا وكلت محامي قد تكون دفعت الكثير لأنك تثق فيه شخصيا، ولكن لا تثق بغيره، فمن الأفضل ان تتفق مع المحامي ابتداءاً على من سيتابع قضيتك هل هو شخصياً إذا كانت قضيتك مهمة وللمحامي اعتبار خاص لديك، ( نقلا عن أقوى محامي الأردن ) أم إنه لا مانع لديك من أن يحضر فيها أحد معاونيه، وأهمية هذا السؤال أن فرق الأتعاب قد يكون كبيراً بين إصرارك على توكيله شخصياً أو قبول أحد معاونيه.

التاسع: قوة المحامي في القانون.

هل يجب أن يكون المحامي ذي نفوذ أو له علاقة بذوي النفوذ ؟
إن الركون لمحام فقط لأنه كان وزيراً أو لأنه ابن وزير أو أخو قاضي أو غيره من الأسباب هي كثيراً ما تجعل تكلفة القضية أعلى دون جني فائدة من ذلك ، فالحقيقة أن اعتماد المحامي على نفوذه أو نفوذ من حوله دون مهارة في القانون كثيراً ما يخيب أمل موكليه، و يكون نقمة عليهم لا نعمة ، فالقانون دوماً هو الفيصل بين الخصوم ، و إن الالتجاء للتوسط و استغلال النفوذ قد يكون مقتلاً للقضية و قد يخسرها بهذا السبب ، فليس هو وحده في المحاكم و ليس والده هو أعظم رجال الدنيا، فهناك الكثير من هم أهم و أكبر منه، و الله سبحانه و تعالى فوقهم جميعا، و النصيحة أن المحامي الذي يقول أنا ابن فلان أو قرابتي فلان هو أفشل المحامين في واقع المحاكم و الواقع دوماً يبرهن على ذلك.
الاطلاع على القضية.

العاشر: سهولة معرفة تفاصيل القضية وتطوراتها امر في غاية الأهمية:

إن أفضل الأسئلة التي يمكن أن توجهها لمحاميك هو مثلاً: هل ليدك مانع من أقوم بتصوير القضية من المحكمة مباشرة كل فترة؟ فإذا كان الجواب نعم، فهو دليل ثقة المحامي بنفسه وثقته بحسن عمله، والعكس بالعكس، ولكي تضمن الحصول على أفضل نتيجة ممكنة ولكي تكون قضيتك أولى أولويات المحامي، فاحرص على المتابعة معه بشكل دائم ودوري ومن الصواب أن تطلب صورة عن ملف قضيتك بين الحين والآخر.
إذا ذهبت الى محامي فابق هذه النقاط العشر في مخيلتك، لكي تحصل على أفضل محامي ليمثلك في قضيتك.