وثائق بنما
في ابريل عام 2016 ورد للصحيفة الألمانية زود دويتشه تسايتونج وثائق مسربة من شركة موساك وتلك الوثائق خاصة بمعاملات مالية سرية لعملاء الشركة وصل عددها وفقا لأخر إحصاء لموقع ويكبيديا إلى 11.5 مليون وثيقة سرية، وتتضمن تلك الوثائق إثباتات بأن شركة موساك قد ساعدت عدد من رؤساء الدول وبعض الشخصيات البارزة في المجتمع الدولي على التهرب الضريبي عن طريق الملاذات الضريبية.
ولقد حقق في تلك الوثائق الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين والذي يضم أكثر من مائة مؤسسه صحفية على مستوي العالم هدفهم الوصول إلى الحقيقة بشأن تلك الوثائق ولقد أستمر التحقيق أكثر من عام كامل
وسوف نتناول في هذا المقال كل ما يتعلق بوثائق بنما ومحتوياتها وبعض الأشخاص الواردة أسمائهم بتلك الوثائق على النحو التالي:
أولا: نبذة عن شركة موساك فونسيكا
ثانيا: – نبذة عن صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية
رابعا: – التحقيق في تلك الوثائق
خامسا: – الشخصيات الواردة أسمائهم بالوثائق
سادسا: – النتائج المترتبة على تسريب وثائق بنما
أولا: نبذة عن شركة موساك فونسيكا
شركة موساك هي شركة محاماة تم تأسيسها عام 1977 ميلادية وأسسها المحامي الألماني يورغن موساك وقد أنضم إليه عام 1986 المحامي والروائي البنمي رامون فونسيكا وأنضم لهم السويسري كريستوف زولينجر وينحصر مجال عمل الشركة في القانون التجاري والخدمات الائتمانية والخدمات الضريبية والاستشارات المالية ولقد تم تأسيس أكثر من فرع لشركة على مستوي العالم وصل عددهم إلى 40 فرع حسب موقع سي إن إن العربية وتمتد تلك الفروع في دول مختلفة منها الصين وبريطانيا والولايات المتحدة وأوربا وتعتبر شركة موساك مجتمعه مع سبع شركات أخري تمثل نصف الشركات الخارجية المؤسسة في بنما وواحده من أكبر شركات مزودي الخدمة المالية على مستوي العالم
- ولا يعتبر تسريب وثائق بنما هي المرة الأولي التي يتم فيها توجيه اتهامات إلى شركة موساك حيث تم اتهامها من قبل عن طريق أحد صناديق التحوط الأرجنتينية خلال عام 2014 بزعم أنها قامت بتهريب الأموال من الحكومة الأرجنتينية إلى لازارو بايز وهو رجل أعمال أرجنتيني ولد في 11 فبراير 1956 في كورينتس في الأرجنتين عن طريق إنشاء شركة وهمية تسمي نيفادا ولقد تم استدعاء يورغن موساك للأدلاء بأقواله في تلك القضية والذي أقر تحت القسم أن شركة نيفادا غير تابعة لشركة موساك وظهر فيما بعد كذب أقواله بعد تسريبات وثائق بنما والتي أثبتت أن شركة نيفادا إحدي الشركات التابعة لشركة موساك ومملوكة لها بالكامل وقد صدر حكم ضد شركة موساك والذي قضي بتسليم الشركة الملفات الخاصة 123 شركة فرعية
- كما واجهت شركة موساك اتهامات من الحكومة الألمانية عام 2015 قبل ظهور التسريبات ومعظم تلك الاتهامات ينحصر في غسيل الأموال والتهرب الضريبي
- كما تم اتهام فرع الشركة بالبرازيل فيما يعرف باسم بفضيحة فساد بتروبراس أو عملية مغسلة السيارات كما يطلق عليها حيث تم اكتشافها لأول مرة في مغسلة سيارات بالبرازيل وتم اتهام الرؤساء التنفيذيين بأخذ الرشاوي ووجه المدعي العام البرزيلي إلى فرع شركة موساك بالبرازيل اتهام بتقديم خدمات لفتح مجتمعات خارجية وتورط أربعه من عملاء الشركة في عمليات غسيل الأموال ولقد أفادت شركة موساك أن فرع البرازيل لا تتحكم به الشركة
- تم اغلاق الشركة بعد تأثرها بأضرار اقتصادية كبيرة وسمعتها السيئة في 14 مارس 2018 وفي 20 أكتوبر 2020، أصدرت ألمانيا مذكرات اعتقال دولية لمؤسسي الشركة
ثانيا: – نبذة عن صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية
هي صحيفة ألمانية كانت تابعة إلى صحيفة ميونخ اليومية منذ عام 1848 إلى أن انفصلت عنها وتم تأسيسها كصحيفة مستقلة عام 1945 وأصدرت عددها الأول بتاريخ 6 أكتوبر عام 1945 وتعتبر تلك الصحيفة هي المسؤولة عن تسريب وثائق بنما التي وردت إليها عن طريق مصدر مجهول وتم التحقيق في تلك الوثيقة عن طريق الصحافة الاستقصائية
والصحافة الاستقصائية هي عبارة الصحافة التي يتولى فيها الصحفيون التحقيق في الجرائم الخطيرة وجرائم الفساد السياسي وغسيل الأموال وتورط الشخصيات العامة في أعمال مشبوهة عن طريق البحث والتحليل وتستغرق عملية الاستقصاء عدة شهور أو سنوات من أجل الوصول إلى الحقيقة وتتمثل عناصر الصحافة الاستقصائية في :-
- البحث
- السرية
- الحياد
- سبر أغوار القصة والوصول إلى الحقيقة
ثالثا: – تسريب وثائق بنما
تبدأ قصة التسريبات في غضون عام 2015 حيث ورد إلى صحيفة زود دويتشه تسايتونج بعض الوثائق المسربة من مكتب موساك فونيسكا من شخص مجهول رفض الإفصاح عن هويته وقامت الصحيفة بعد ذلك بإجراء تحقيق صحفي استقصائي وقامت بإجراء التحريات عن هذا المكتب وحصلت على العديد من تلك الوثائق حتي بلغ حجم الوثائق عام 2016 ما يصل إلى 2.6 تيرابايت من البيانات وقد تم الحصول عليها كلها من مصدر واحد أصر على البقاء مجهولا خوفا على حياته نظرا لما تتضمنه تلك الوثائق من المساس بالعديد من الشخصيات العامة والسياسية وفقا لتصريح رئيس الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين، جيرارد رايلي
وقد وصل عدد تلك الوثائق وفقا لأخر إحصائية أجرتها مجموعة ويكبيديا حوالي 11.5 مليون وثيقة تحتوي على معلومات تتعلق بأكثر من مائة واربعون مؤسسه ويرجع تاريخ بعض تلك الوثائق إلى أربعون عاما وتخص أكثر من مئتان وأربعة عشر شركة خارجية لها صلة بأشخاص في أكثر من مئتان دولة منهم أكثر من أثني عشر شخصا من قادة العالم السابقين والحاليين
رابعا: – التحقيق في تلك الوثائق
في عام 1997 تم تأسيس شبكة دولية مقرها واشنطن تسمي بالاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين يهدف إلى العمل على كشف قضايا الفساد وتورط الأشخاص العامة في الجرائم وعند حدوث تسريبات وثائق بنما يم إسناد التحقيق الي الاتحاد الدولي ويضم هذا الاتحاد أكثر من مائة مؤسسه صحفية والذي قام بدوره بتوزيع الوثائق على 370 صحفي بأكثر من 70 جنسية مختلف لسبعين دولة مختلفة ومن أمثلة المؤسسات الصحفية المشاركة في التحقيق: –
- صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية
- صحيفة فالتر النمساوية
- صحيفة سونستاغ تسايتونج السويسرية
- صحيفتي لا ناسيون، كانال 13 الأرجنتينية
- صحيفة لوسوار البلجيكية
- صحيفتي الغارديان وباورما الإنجليزية
- صحيفة ذا انديان اكسبريس الهندية
- صحيفة ذا آيريش تايمز الأيرلندية
خامسا: – نماذج شخصيات وردت في وثائق بنما
لقد ورد بتلك الوثائق أسماء 12 من قادة العالم الحاليين والسابقين منهم: –
- أمير دولة قطر / حمد بن خليفة أل ثاني
- الرئيس السوري / بشار الأسد
- الرئيس السوداني / احمد الميرغني
- الرئيس المصري السابق / محمد حسني مبارك
- الرئيس الروسي / فلاديمير بوتن
- رئيس دولة أوكرانيا / بترو بوروشنكو
كما بورد يتلك الوثائق عدد من الشخصيات العامة والسياسية الأردنية ومنهم: –
رئيس الوزراء الأردني الأسبق/ على أبو الراغب مواليد 1946 والذي تولي رئاسة الوزراء بالأردن عام 2000 حتى عام 2003 ولقد تشكل في عهده ثلاث حكومات أردنية متتالية عرفت بكثرة إصدارها للقوانين المؤقتة ولقد شغل عدد من المناصب بخلاف رئاسة الوزراء منها عضوية مجلس النواب ولقد تقلد عدد من الاوسمة منها:
- وسام الكوكب من الدرجة الأولى
- وسام النهضة من الدرجة الأولى
ومن الشخصيات العامة العربية
- رئيس وزراء العراق الأسبق / إياد علاوي
- رئيس وزراء قطر/ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني
- نجل الرئيس المصري السابق / علاء مبارك
- نجل الرئيس الفلسطيني محمود عباس / طارق عباس
سادسا: – النتائج المترتبة على تسريب وثائق بنما
لقد ترتب على تلك التسريبات بدء بعض الدول في إجراء تحقيقات واسعه وتحريات عن بعض الأشخاص الواردة أسمائهم بتلك التسريبات ومنها فرنسا وإسبانيا وأستراليا بينما أنكرت بعض الدول حقيقة تلك الأوراق مثل الصين وروسيا في حين اختارت بعض الدول التأكد من حقيقة تلك الوثائق أولا مثل الولايات المتحدة
ولقد كان رد شركة موساك على تلك التسريبات إن الشركة كانت ضحية عملية سرقة وأن الوثائق المسربة لا تحتوي على أي شيء غير قانوني وأن الشركة تسعي لتقديم المسؤول عن التسريبات إلى القضاء.
في مقال مشابه انظر تسريبات وثائق ومرسالات شركة أوبر ، ومقال مدى قانونية تسريبات بنك كريدي سويس. ومقال السرية المصرفية في سويسرا، ومقال وثائق باندورا ، ومقال وثائق بنما .