وثائق باندورا

وثائق باندورا

بتاريخ 30 مارس 1989 قام تشارلز لويس بتأسيس مركز النزاهة العامة بواشنطن وهي عبارة عن منظمة صحفية استقصائية غير ربحية تعمل على كشف الفساد وتورط الشخصيات العامة في الجرائم والتقصير في أداء الواجبات وتم البدء في مركز النزاهة العامة بعدد ثلاثة من الصحفيين الاستقصائيين هما تشارلز لويس الذي قام بتجنيد اثنين من الصحفيين الاستقصائيين هم اليخاندرو بينس – تشارلز بير وقد تم تأسيس اتحاد دولي كذارع لمركز النزاهة العامة عام 1997 يهدف إلى كشف الفساد والجرائم التي ترتكب عبر الحدود ومحاسبة السلطات الفاسدة ولقد كان للاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين دورا هاما في التحقيق في الكشف عن وثائق بنما وقد استمر عمل الاتحاد الدولي في كشف الفساد حتي تم الإعلان عن تسريبات لوثائق جديدة عرفت باسم وثائق باندورا

وسف نعرض في المقال التالي لتسريبات وثائق باندورا ومحتوياتها وأسماء بعض الأشخاص الواردة بتلك الوثائق على النحو التالي: –

أولا: ما هي وثائق باندورا

ثانيا: – المقصود بالأوفشور

ثالثا: – تسريب وثائق باندورا

رابعا: – الأشخاص الذين تم ذكرهم في تلك الوثائق

خامسا: – الأثر المترتب على تلك التسريبات

أولا: ما هي وثائق باندورا

  • تعتبر وثائق باندورا هي الكشف الأكبر في عالم الصحافة الاستقصائية حيث تضمنت أكثر من 11.9 مليون وثيقة وهي بذلك تكون قد تفوقت على التسريبات السابقة التي تعرف باسم وثائق بنما والتي تضمنت وفق موقع ويكبيديا حوالي 11.5 مليون نسمة وبلغ حجم البيانات بها حوالي 2.9 تيرابايت بالمقارنة بحجم بيانات وثائق بنما التي وصلت إلى 2.6 تيرابايت من البيانات ولقد تنوعت تلك البيانات من بين مستندات وصور ورسائل الكترونية ومخططات بيانية وبذلك تعتبر وثائق باندورا هي الكشف الأكبر حتي أكبر من وثائق بنما حيث قام الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين بالكشف في تاريخ 3 أكتوبر 2021 عن تسريبات لحسابات ومعاملات مالية وعقارية سرية لعدد من رؤساء العالم ورؤساء الحكومات بلغ عددهم أكثر من 35 رئيس دولة ورئيس وزراء كما تضمنت تلك التسريبات تفاصيل الحسابات الخاصة بعدد 100 ملياردير ورجل أعمال وشخصيات عامة وترجع تلك الحسابات إلى أكثر من 14 شركة من الشركات التي تعمل في مجال الخدمات المالية والضريبية وقد قام الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين بتوزيع تلك الوثائق على 600 صحفي لمراجعتها ينتمون إلى 117 دولة بجنسيات مختلفة ويعملون بعدد150 مؤسسه صحفية وأخباريه وانطوت تلك التسريبات على 29 مؤسسة اوفشور تتعلق بشخصيات عامة

ثانيا: – المقصود الاوفشور

  • ترجع كلمة اوفشور إلى مصطلح offshore company ويقصد بها نوع الشركات التي يتم تأسيسها خارج حدود الوطن بغرض التهرب من الضرائب أو التمتع بمزايا مالية مربحة وقد تستخدم في عمليات غير مشروعه مثل غسيل الأموال وتتخذ شكل الشركات التي يتم تأسيسها في مركز مالي خارج البلاد وتكون عادة في ملاذ ضريبي أمن أو تكون شركة أو مجموعه من الشركات تقوم مشتركة في عمليات صناعية وتجارية خارج البلاد وهناك بعض الخصائص المشتركة التي يجب توافرا في الاوفشور وهي:
  • يتم تأسيسها في مكان لا يخضع فيه الضرائب إلى الولاية القضائية
  • يتمتع نظامها الأساسي بمرونة في الأعمال
  • تكون لوائحها أخف من مثيلاتها في الدول الأخرى
  • تكون في أماكن من السهل تأسيس الشركات فيها
  • أن تكون هناك قوانين تجعل من الصعب التعرف على هوية أصحاب تلك الشركات

ثالثا: – تسريب وثائق باندورا

بتاريخ 3 أكتوبر عام 2021 تم الكشف عن تسريبات لحسابات سرية لبعض زعماء العالم ورؤساء الحكومات وحسب موقع BBC نيوز فقد تضمنت تلك الوثائق تسريبات تتمثل في حوالي 6.40 مليون مستند وحوالي 3 مليون صورة وحوالي مليون رسالة بريد الكتروني وحوالي نصف مليون جدول بيانات وقد اشتملت تلك الوثائق والبيانات على ما يلي:

  • تورط حزب المحافظين في بريطانيا في فضائح فساد أوربية
  • شراء ملك الأردن للعقارات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 70 مليون جنيه إسترليني
  • صفقة عقارية للعائلة الأذربيجانية الحاكمة بلغت قيمتها أكثر من 400 مليون جنيه إسترليني
  • قيام رئيس وزراء التشيك بشراء فيلتين في فرنسا بقيمة 12 مليون جنيه إسترليني عن طريق شركة استثمار
  • قيام أكثر من 330 سياسيا من 90 دولة باستخدام شركات خارجية سرية لإخفاء ثروتهم

رابعا: – من الأشخاص الذين تم ذكرهم في تلك الوثائق

لقد تنوع الأشخاص اللذين ورد ذكرهم في تلك التسريبات بين رؤساء دول وملوك وزعماء ورؤساء حكومات وسياسيين وشخصيات عامة على النحو التالي:

  • رئيس أذربيجان / إلهام علييف
  • رئيس الجبل الأسود/ ميلو جوكانوفيتش
  • رئيس كينيا / وهورو كينياتا
  • رئيس الإكوادور/ غويلرمو لاسو
  • رئيس جمهورية الكونغوالشعبية / ديني ساسو نغيسو
  • رئيس روسيا / فلاديمير بوتين

خامسا: – الأثر المترتب على تلك التسريبات

  • لقد تباينت ردود الفعال تجاه تلك التسريبات فبعض الحكومات أصدرت بيانات رسمية بشأن تلك الوثائق وصمت عنها بعض الدول أو الأشخاص الواردة أسمائهم كما يلي: –
  • حيث قام الديوان الملكي الأردني بإصدار بيان رسمي للرد على ما جاء بتلك التسريبات فقد نفي الديوان الملكي الأردني صحة البيانات الواردة بتلك التسريبات وأشار إلى أنها بيانات غير صحيحة والغرض منها هو التشهير بالملك وأن سبب السرية في خصوص بعض تلك الممتلكات هو اعتبارات أمنية وكل ما جاء ذكره من ممتلكات هو من أموال الملك الخاصة
  • فقد نشر الديوان الملكي الأردني وفقا للموقع الرسمي لصحيفة فرانس 24 بيان أكد فيه أن المعلومات الواردة بتلك الوثائق هي معلومات غير دقيقة وأن نشر عناوين العقارات المملوكة للملك تمثل تهديدا له ولأسرته كما أضاف أن بعض المعلومات الواردة بتلك الوثائق قد جاءت مغلوطة تعمل على تشويه الحقيقة
  • كما أضاف موقع ويكبيديا أنه ورد في بيان الديوان الملكي الأردني أن عدم الإعلان عن العقارات الخاصة بالملك هو من باب الخصوصية وليس من باب السرية أو بقصد إخفائها كما ادعت تلك التقارير إذا أن إجراءات الحفاظ على الخصوصية أمر أساسي لرئيس الدولة باعتباره أمر يتعلق بالاعتبارات الأمنية
  • كما رفضت روسيا الاعتراف بتلك الوثائق ووصفتها أنها مزاعم لا أساس لها كما أن ذكر الرئيس فلاديمير بوتن لم يرد بصفة مباشرة في تلك التحقيقات، ولكن اسمه قد ارتبط بشراء أصول عقارية بموناكو.

إعداد كريم عبد السلام

في مقال مشابه انظر تسريبات وثائق ومرسالات شركة أوبر ، ومقال مدى قانونية تسريبات بنك كريدي سويس. ومقال السرية المصرفية في سويسرا، ومقال وثائق باندورا ، ومقال وثائق بنما .

error: Alert: Content is protected !!